كشفت مجلة فورين بوليسي الأمريكي (Foreign Policy) أن الانتخابات غير المدروس والمخطط لها في ليبيا لن تجلب سوى خلافات سياسية جديدة ولن تنعم الدولة بالسلام والأمن من ورائها، في حين أن جهات ليبية تؤكد حرصها على إجراء انتخابات مدنية ديمقراطية.
وأضافت المجلة الأمريكية أن هوس هيئة الأمم المتحدة تجاه الانتخابات السياسية في ليبيا سيزيد من حالة الصراع وعدم الاستقرار داخل البلاد، مشيراً إلى أن هذا يأتي على حساب القضايا المدينة الحقيقية في الدولة.
ومن جانبه كتب المحلل السياسي والخبير في الشؤون العربية سمير بنيس في مقال صٌحفي نشرته المجلة الأمريكية، وضح من خلاله: “أنه بدلا من السعي إلى معالجة المواقف غير القابلة للتوفيق لمختلف أصحاب المصلحة الليبيين، والقضايا العالقة التي تهدد بتفكيك العملية السياسية الحالية، وإغراق البلاد في فترة أخرى من الفوضى، فإن المؤتمرات التي عُقدت أخيرا في باريس وطرابلس، وأكدت ضرورة إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري كانت مجرد دبلوماسية سطحية”.
وأضاف بنيس، قائلاً: “إنه من اللافت للنظر أن الإعلان عن إمكانية ترشح سيف الإسلام القذافي، والجنرال المنشق خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح لم ينل الاهتمام اللازم من المجتمع الدولي، رغم أن ذلك من شأنه أن يقوّض العملية السلمية الجارية في ليبيا” .
وختم بنيس مقاله مؤكداً على أن المجتمع الدولي يرغب وبشده ضرورة إجراء الانتخابات، مع وجود تجاهل كبير حول العقبات القانونية والدستورية التي تقف في طريق إجراء انتخابات حرة ونزيهة حق، حسب قوله.
أما في الجهة المقابلة أكد رئيس مؤسسة الشيخ الطاهر الزاوي الخيرية الليبية المهندس سالم القمودي أن بلاده بحاجة ماسة إلى إجراء انتخابات مدنية ديمقراطية بعيدة كل البعد عن التدخلات الأجنبية الخارجية.
وأضاف القمودي أن العمل والتعاون بين المؤسسات الحكومية والأهلية ومؤسسات المجتمع المدني سيحقق نجاحاً كبيراً في وصول البلاد إلى بر الأمان في أقل وقتٍ ممكن.
والجدير بذكره، أن هوس منظمة الأمم المتحدة تجاه ما يحصل في ليبيا كبير، مشيرةً أن الانتخابات المقبلة هي الدواء والحل الأساسي لإنهاء حالة التشرذم الداخلية في البلاد.