في خضم مجريات الأحداث السياسية المتجددة على الساحة الليبية، خرجت وكيلة الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة روزماري ديكارلو مساء أمس ، محذرة من وجود فجوة سياسية بين الأطراف السياسية في ليبيا، وذلك بشأن مجريات سير عملية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والانتقال السلمي للسلطة، مشيرة إلى أن هذا الأمر سيجعل طريق عودة البلاد للوحدة والاستقرار أمراً صعباً.
وجاء ذلك التحذير خلال جلسة أجريت داخل مجلس الأمن الدولي، جمعت ديكارلو مع مجموعة من الشخصيات السياسية الدولية والليبية، حيث قالت: إن “الاستقطاب المتزايد بين الفاعلين السياسيين والخلافات حول الجوانب الرئيسية للعملية الانتخابية أدت إلى تأجيل الانتخابات التي كانت مقررة في 24 ديسمبر/كانون أول الماضي، وأن أصحاب المصلحة الليبيين لديهم وجهات نظر مختلفة بشأن المسار الذي يمكن أن تسير فيه البلاد حتى إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشاملة وذات مصداقية وانتقال سلمي (للسلطة)”.
وأضافت روزماري ديكارلو، أن المستشار الخاصة لهيئة الأمم المتحدة في ليبيا “ستيفاني ويليامز” أجرت منذ وصولها العاصمة الليبية طرابلس أكثر من 5 جلسات مشاورات سياسية على نطاق واسع بين طرابلس ومصراته وسرت وبنغازي، مشيرة إلى أن هناك تباين كبير بين الأطراف المتنازعة حول حل الأزمة الليبية.
في ختام حديثها دعت وكيلة الأمين العام جميع أصحاب المصلحة السياسية إلى ضرورة احترام إرادة وقرار الشعب الليبي، كما حثت بمواصلة التركيز التام حول كيفية العودة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن مع الالتزام بجدول زمني متفق عليه في خارطة طريق منتدى الحوار السياسي الليبي، حسب قولها.
وفي نطاق هذا الحديث، أكد الناشط السياسي المهندس سالم القمودي على أصحاب المصالح السياسية في ليبيا بضرورة احترام المبادئ الديمقراطية سواء في الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية، والالتزام بتسليم سلمي للسلطة دون خلق أي فتنة سياسية أخرى، حسب تعبيره.
والجدير بذكره، أن مجلس النواب الليبي أعلن في وقت سابق من الأسبوع الماضي أن هناك مؤشرات إيجابية حول إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية وتعيين شخصيات ورموز سياسية جديدة داخل المناصب السيادية في الدولة، وجاء ذلك بعد إعلان البرلمان الليبي تشكيل لجنة خارطة الطريق التي ستتولي تلك المناصب.
