بصورة غير متوقعة حدث تعثر كبير في سير عملية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا، والتي كانت من المقرر أن تبدأ جولتها الأولى أمس، في حين أكد الناشط السياسي المهندس سالم القمودي على ضرورة التحام الصف الوطني والتصدي لأي إخفاقات ستواجه إجراء العملية الانتخابية.
وعلى ضوء ذلك أعلنت المفوضية العليا للانتخابات الليبية بشكلٍ رسمي تأجيل العملية الإنتخابية من موعدها الأساسي حتى تاريخ 24 يناير/ كانون الثاني من العام المقبل.
حيث من المعروف لدى الجميع أن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية كانت مقررة بتاريخ 24 ديسمير/ كانون الأول “الشهر الجاري” وأن تستكمل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بشكل متزامن مع بدء الانتخابات البرلمانية.
وعلى غرار ذلك، تسعى هيئة الأمم المتحدة لإنقاذ خارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها في مؤيتمر جينف بين الأحزاب واللجان السياسية الليبية بشأن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وإنهاء حالة الحرب والانقسام.
وجاء ذلك بعد تنصيب رئيسة بعئة هيئة الأمم المتحدة السابقة ستيفاني وليامز منصب المستشارة الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا.
وتحاول وليامز الاجتماع بأكبر عدد من الأطراف والشخصيات السياسية الليبية لإيجاد حلاً للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وتشير التسريبات الأولية أن المستشارة أقترحت إجراء الانتخابات في يونيو المقبل، إلا أن هذا الاقتراح لاقى معارضة شديدة من قِبل معظم الأطراف.
وأكد مصدر أمني مطلع أن السبب وراء عدم قبول بعض الشخصيات السياسية قرار تأجيل الانتخابات هو عدم وجود أسباب وداوفع حقيقية لتأجيلها، معتبرين أن التأجيل الانتخابات لعبة سياسية من بعض الأطراف.
وفي الجهة المقابلة، أكد الناشط السياسي المهندس سالم القمودي، أن قرار تأجيل الانتخابات الرئاسية لن يصب بمصلحة الوطن، وأن الدواء الشافي لإنهاء حالة التشرذم تلك هي الوصول لاتفاق وطني شامل حول إجراء الانتخابات دون تعطيل أو تأجيل.
وأيد كثير من الشخصيات والاطراف السياسية حديث المهندس سالم القمودي، مؤكدين أن جميع الأحزاب هدفها الأسمى هو وصول البلاد لبر الأمان وإنهاء حالة القتال المستمرة منذ سنوات.
والجدير بذكره أن المفوضية العليا للانتخابات 25 قررت في وقت سابق من الآن استبعاد سيف الإسلام القذافي نجل الرئيس الراحل معمر القذافي من سباق الانتخابات الرئاسية، فيما أبقت المفوضية اللواء المتقاعد خليفة حفتر وعبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية.
وعلى ضوء ذلك، رجح مصدر أمني “رفض الكشف عن هويته” أنه من الممكن أن يكون قرار تأجيل الانتخابات مرتبط بقرار استبعاد السيد حفتر وسيف القذافي من الانتخابات.
